السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي المشرفين والمشرفات عذراً إذا كان الموضوع في غير
القسم المناسب..لكن بما أن الحديث عن الله لابد أن يكون علماً شرعياً
فكلمة الله في حد ذاتها تحتاج إلى عالم فقيه لشرحها وإيفائها حقها
والله أعلم
قال ابن القيم رحمه الله ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى
ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز
فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليها وتفضل عليها بالنعم
لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائر النعم
ولما خُير نبينا صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا ولقاء الله عز وجل قال : بل الرفيق الأعلى
يقول ابن الربيع ابن خثيم لما احتضر أبي بكت أختي فقال لها: يا بنية لا تبكي ولكن قولي يابشرى فاليوم ألقى ربي
وكانت امرأة متعبدة تقول: والله لقد سئمت الحياة ولو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه
فقيل لها: أفعلى ثقة أنت من عملك؟؟
فقالت: لا ولكن لحبي إياه وحسن ظني به اشتقت إلى لقياه أفتراه يعذبني وأنا أحبه
قلت أنا: لا والله ... فإنه يحبهم ويحبونه
وما أحسن حسن الظن بالله والرجاء بالله فمن أحب شيئاً أحسن ظنه به ورجاه
*******
مرض أعرابي فقيل له: إنك تموت .. قال: وأين يُذهب بي ؟؟
قالوا : إلى الله عز وجل
قال: فما أجمل الموت وما أجمل لقاء الله
*******
قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم
أليس هو الذي قال: ورحمتي وسعت كل شيء
يا الله من الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك؟؟ إلا بتوفيقك وإنعامك وفضلك
وإني لأدعوا الله أطلب عفوه
واعلم أن الله يعفو ويغفر
لأن أعظم الناس الذنوب فإنها
وإن عظمت ففي رحمة الله تصغر
قال الربيع ابن أنس: علامة حب الله كثرة ذكره والشوق إلى لقائه فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه
*******
المقامة الإلهية
((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا)).
سُبحانك ما عَبَدنَاك حقَّ عِبَادَتِك.
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
الله رحيم لطيف، الله بيده الأمر والتصريف، الله أعرف المعارف لا يحتاج إلى تعريف، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، ولا نرجو سواه، عظيم السّلطان والجاه، أفلح من دعاه، وسَعِدَ من رجاه، وفاز من تولاه، سبحان من خلق وهدى، ولم يخلق سُدى، عظم سلطانه، ارتفع ميزانه، وجمل إحسانه، وكثر امتنانه.
إليكَ وإلا لا تشد الركائب ومِنك وإلا فالمُؤَمِّل خَائِبُ
وفيك وإلا فالغرام مُضيع وَعَنكَ وإلا فَالمُحَدثُ كَاذبُ
علام الغيوب، غفَّار الذنوب، ستار العيوب، كاشف الكروب، ميسر الخطوب، مقدر المكتوب، عظمت بركاته، حسنت صفاته، بهرت آياته، أعجزت بيناته، أفحمت معجزاته، جلت أسماؤه، عمت آلاؤه، امتلأت بحمده أرضه وسماؤه، كثرت نعماؤه، حسن بلاؤه. ما أحسن قيلَه، ما أجمل تفصيلَه، ما أبهى تنزيلَه، ما أسرع تسهيلَه، ليس إلا الخضوع له وسيلة، وليس لما يقضيه حيلة.
قَدْ كُنتُ أشفِقُ من دمعيِ على بصَري فاليومَ كل عزيز بعدكمْ هانَا
والله ما ذَكَرَتْ نفسي معاهدَكُم إلا رأيت دُمُوع العين هتانا
يسقي ويطعم، يقضي ويحكم، ينسخ وُيبرِم، يقصم ويفصم، يهين ويكرم، يروي وُيشبع، يصِل ويقطع، يعطي ويمنع، يخفض ويرفع، يرى ويسمع، ينصر ويقمع، وليه مأجور، والسعي إليه مبرور، والعمل له مشكور، وحزبه منصور، وعدوّه مدحور، وخصمه مبتور، يسحق الطّغاة، يمحق العُصاة، يدمِّر العُتاة، يمزّق من آذاه.
سُبحانَ من لو سجدنَا بالجِبَاه لهُ علَى لَظَى الجَمر والمَحمي منَ الإبر
لم تبلُغ العُشرَ من مِقدَار نعِمَتِهِ ولا العُشَير ولا عُشراً مِنَ العُشر
من انتصر به ما ذلَّ، ومن اهتدى بهُداه ما ضلَّ، ومن اتقاه ما زَلَّ، ومن طلب غِناه ما قلَّ، له الكبرياء والجبروت عز وجلّ. تمَّ كمالهُ، حَسُنَ جماله، تقدّس جلاله، كَرُمَت أفعاله، أصابت أقواله، نصر أولياءَه، خذل أعداءَه، قرّب أحباءَه. اطلع فستر، علم فغفر، حلم بعد أن قدر، زاد من شكر، ذكر من ذكر، قصم من كفر.
يَا رَبِّ أوَّل شيء قَالهُ خَلَدي أني ذَكَرْتُكَ في سري وإعْلانِي
فَوَ الذي قد هَدَى قلبي لِطَاعَتِهِ لأذهِبَنَّ بِوَحي منك أحزانِي
لو أن الأقلامَ هي الشجر، والمدادَ هو المطر، والكَتَبةَ هُمُ البشر، ثم أثنى عليه بالمدح من شكر، لما بلغوا ذَرةً مما يستحقه جلّ في عُلاه وقهر. أعمُر جَنَانَكَ بحُبهِ، أصلح زمانكَ بقربه، أشغل لسانكَ بحمدِه، احفظ وقتكَ بتسبيحهِ. العزيز من حماه، المحظوظ من اجتباه، الغنيّ من أغناه، السعيد من تولاه، المحفوظ من رعاه.
أرسل الرُسل، أفنى الدول، هدى السبل، أبرمَ الحِيَل، غفر الزّلَل، شفى العلل، سَتَر الخَلل.
مَهْمَا كَتَبْنا في عُلاكَ قَصَائِداً بِالدُّمْع خُطَت أو دَم الأجفان
فَلأنتَ أعظَمُ مِنْ مَديحي كُله وَأجَلُّ ممَّا دَارَ في الحُسبَانِ
في حبّك عُذّبَ بلال بن رباح . وفي سبيلك هانَت الجراح، لدى أبي عبيدة بن الجراح . ومن أجلك عَرَّضَ مصعب صدره للرماح. ولإَعلاء كلمتك قُطعَت يدا جعفر ، وتَجَندَلَ على التراب وتعفّر. ومُزِّقَ عكرمة في حرب بني الأصفر. أحبَّك حنظلة فترك عرسه، وأهدى رأسه، وقدَّم نفسه. وأحبَّك سعد بن معاذ فاستعذب فيك البلاء، وجَرَت منه الدماء، وشيَّعته الملائكة الكُرَماء، واهتزّ له العرش من فوق السماء.
وأحبك حمزة سيّد الشهداء، فصالَ في الهَيجاء، ونازَلَ الأعداء، ثم سلَّمَ رُوحَهُ ثمناً للجنة هاء وهاء. من أجلك سهرت عيون المتهجّدين، وتعبت أقدام العابدين، وانحَنَت ظهور الراكعين، وحُلِّقت رؤوس الحجّاج والمعتمرين، وجاعت بُطون الصائمين، وطارت نفوس المجاهدين.
يا ربِّ حمداً ليسَ غيرك يُحْمَد يا من له كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ
أَبْوابُ كل مملك قد أُوصدت وَرَأيتُ بَابَك وَاسعاً لا يُوصَدُ
أقلام العلماء، تكتب فيه الثناء، صباح مساء. الرِّماح في ساحة الجهاد، والسيوف الحِداد، ترفع اسمه على رؤوس الأشهاد، جلَّ عن الأكفاء والأنداد. للمساجدِ دَوي بذكِره، للطيور تغريد بشُكره، وللملائكة نزول بأمره، حارَت الأفكار في عَلوّ قدره، وتَمام قهره.
من أجلك هاجر أبو بكر الصديق وترك عِياله، لمَرضاتك أنفق أمواله وأعماله. وفي محبتك قُتِل الفاروق ومُزّق، وفي سبيلك دمه تدفق، ومن خشيتك دمعه ترقرق. ودفع عثمان أمواله لترضى، فما ترك مالاً ولا أرضا، جعلها عندك قَرضا. وقدم علي رأسه لمرضاتك في المسجد وهو يتهجد، وفي بيتك يتعبّد فما تردّد.
أَرواحُنا يا ربَّ فوق أَكُفنا نَرجُو ثَوابكَ مَغنماً وَجِوَارا
لَمْ نَخشَ طاغُوتاً يُحاربنا ولَو نَصَبَ المَنايا حَولَنَا أسوارا
كنا نَرَى الأصنَام مِنْ ذَهَب فنهـ ـدمها ونهدم فوقها الكفارا
تفردت بالبقاء، وكَتَبت على غيرك الفناء، لك العزة والكبرياء ولك أجل الصفات وأحسن الأسماء. أنت عالم الغيب، البريء من كل عيب، تكتب المقدور، وتعلم ما في الصدور، وتبعثر ما في القبور، وأنت الحاكم يوم النشور. مُلكُك عظيم، جنابك كريم، نهجك قويم، أخذك أليم، وأنت الرحيم الحليم الكريم.
من الذي سألك فما أعطيته؟
ومن الذي دعاك فما لبّيته؟
ومن الذي استنصرك فما نصرته؟
ومن الذي حاربك فما هزمته؟ لا عيب في أسمائك لأنها الحسنى، لا نقص في صفاتك لأنها العليا. حيّ لا تموت، حاضر لا تفوت، لا تحتاج إلى القُوت، لك الكبرياء والجبروت، والعِزّة والملكوت.
لو أن أَنفاسَ العِبادِ قَصائد حَفِلت بِمدحِكَ في جلالِ عُلاكا
ما أدركتْ ما تستحِقُّ وقصَّرتْ عن مجدِك الأسمى وحُسن سَناكا
كسرتَ ظُهور الأكاسرة، قصَّرت آمال القياصرة، هدمت معاقل الجبابرة، وأرديتهم في الحافرة. من أطاعك أكرمته، من خالفك أدبته، من عاداك سحقته، من نادَّك محقته، من صادك مزَّقته.
تصمد إليك الكائنات، تعنو إليك المخلوقات، تُجيب الدعوات، بشتى اللغات، وبمختلف اللهجات، على تعدد الحاجات، تُفرج الكُرُبات، تُظهر الآيات، تَعلم النيات، وتُظهر الخَفِيات، تُحيي الأموات. دعاك الخليل وقد وُضعِ في المنجنيق، وأوشك على الحريق، ولم يجد لِسواكَ الطريق، فلما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل صارت النار عليه برداً وسلاماً في ظلٍّ ظليل، بقدرتك يا جليلَ. وفَلَقت البحر للكليم ، وقد فرّ من فرعون الأثيم، فمهدت له في الماء الطريق المستقيم. ودَعاكَ المختار، في الغار، لمّا أحاط به الكفّار، فحميته من الأشرار، وحفظته من الفُجّار. قريب تُجيب كل حبيب.
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما أنت القويُّ الواحدُ القَهَّارُ
ما خَابَ من يرجُوك عِندَ مُلِمَّةٍ صَمَدَت إليك البَدوْ والحضار
لو أن الثناء، لربّ الأرض والسماء، كُتِبَ بدماء الأولياء، على خُدود الأحياء لقرأت في تلك الخدود، صحائف من مدح المعبود، صاحب الجود، بلا حدود.
ألسنة الخلق أقلام الحق، فما لها لا تنطق بالصدق، وتوحِّده بذاك النّطق.
لا تمنّ عليه دمعة في محراب، فقد مزّق من أجله عمر بن الخطاب ، ما لك إلى عبادتك الزهيدة تُشير، وقد نُشِرَ الأولياء في حبّه بالمناشير. فاز بلال لأنه رددَ أحَدٌ أحَد، ودخل الجنّة لأنّه أحَبَّ ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))، ومدح سبحانه نفسه فقال: ((اللَّهُ الصَّمَدُ))، ورد على المشركين فقال: ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)).
سبحان من تحدَّى بالذُّبابِ المشركين، وضرب العنكبوت مثلاً للضالين، وذكر خلقه للبعوض إزراءً بالكافرين، وحمَّل الهدهد رسالة التوحيد فجاء بخبر يقين، وأهلَكَ من أجل ناقته أعداءه المعارضين. خلق الأبرار والفجّار، والمسلمين والكفّار، والليل والنهار، والجنة والنار، وأنزل كل شيء بمقدار. في القرآن برهانه، في الكائنات امتنانه، للمؤمنين إحسانه، في الجنة رضوانه، عَمَّ الكون سلطانه، اللهمَّ يا ذا العرض المجيد، أنت المُبدئ المُعيد، أنت الفعل لما تريد، أنت ذو البطش الشديد، لا كفءَ لك ولا نَديِد، كوَّرت الليل على النهار، وجعلت النور في الأبصار، وحَبَّبتَ العبادة إلى الأبرار، وأجريت الماء في الأشجار، أنت الملك الجبّار، والقوي القهّار، والعزيز الغفّار، أسألك بالأسماء التي هي بالحسن معروفة، وأسألك بالصفات التي هي بالسموِّ موصوفة.
عن كل عيب تنزّهت، وعن كل نقص تقدّست، وعلى كل حال تباركت، وعن كل شين تَعَاليت. منك الإمداد، ومن لدُنك الإرشاد، ومن عندك الاستعداد، وعَليك الاعتماد، وإليك يلجأ العباد، في النوازل الشداد. حَبَوتَ الكائنات رحمةً وفضلاً، ووسعت المخلوقات حكمةً وعدلاً. لا يكون إلا ما تريد، تُشكر فتزيد، وتُكفر فتُبيد. تفرَّدت بالملك فقهَرت، وتوحّدت بالربوبية فقدرت. تزيد من شكرك، وتذكر من ذكرك، وتمحق من كفرك. حارت في حكمتك العقول، وصارت من بديع صُنعك في ذُهول. أدهشت بعجائب خلقك الألباب، وأذهلت الخلائق بالحكم والأسباب. باب جود عطائك مفتوح، ونَوالك لمن أطاعك وعصاك ممنوح، وهباتك لكل كائن تغدو وتروح. لك السُّؤدد، فمن ساد فبمجدك يسُود، وعندك الخزائن فمن جاد فمن عطائك يجود، صمدٌ أنت فإليك الخلائق تصمد، مقصود أنت فإليك القلوب تقصد، تغلق الأبواب عن الطالبين إلا بابك، ويسدل كل حجاب عن الراغبين إلا حجابك، خَصَصتَ نفسك بالبقاء فأهلكت من سِواك، وأفردت نفسك بالمُلك فأهلكت من عداك، لا نعبد إلا إياك، ولا نهتدي إلا بهُداك، أقمت الحُجة فليس لمُعترض كلام، وأوضحت المحجة فليس لضلالٍّ إمام. شرَّعتَ الشرائع فكانت لك الحُجة البالغة على الضُلاّل، وبينت السنن فما حاد عنها إلا الجُهّال، نوَّعت العقوبة لمن عصاك، وغايرت بين النَّكال لمن عاداك، جعلت أسباب حياته مماته، علة إنطاقه إسكاته، أحييت بالماء وبه قتلت، وأنعشت الأرواح بالهواء وبه أمتَّ، أشهد أنك مُتوحَد بالرّبوبية، متفرِّد بالألوهية، أنت الملك الحق المبين، وأنت إله العالمين، وكنف المستضعفين، وأمل المساكين، وقاصم الجبّارين، وقامع المُستكبرين.
ولمّا جعلتُ التوحيد شِعَاري، مدحت ربِّي بأشعاري، فقلت في الثناء على الباري:
هذا أَريجُ الزهَر من بُستانِهِ شِعرٌ كأن الفجرَ في أجفانِهِ
السحر من إخوانِهِ والحب من أخدانِهِ والحُسن من أَعوانِهِ
أَنا ما رويتُ الشعر من رُوما وما رتلت آي الحُسن من لِبنَانِهِ
كلا وما سَاجَلت من عِمران أو حَطّان أو مجنُون أو قبانِهِ
دَع لامرئ القيس الغوي ضلالهُ يُلقي: (قِفَا نبك،) على شيطانِهِ
ضل الهِداية شِكسبير فما روى إلا نزيفَ الوهم من هذاينه
لمّا دعوتُ الشعر جاءَ مُلبِّيا يسقي كُؤُوسَ الشعر من حسانه
فَعَفَفْتُ عن مدح الأنام ترَفعاً لا تمدحن العبد في طغيَانِهِ
لا سيفُ ذي يزن يُتوِّجُ مدحَتي أَو شُكرُ نابِغَةٍ على نعمانهِ
أو عاد أو شداد أو ذُو منصِب يُنمى إلى عدنان أَو قَحطَانِهِ
مَلِكُ المُلُوكِ قصدتُهُ ومدحتُهُ فَتراكضَ الإبداعُ في ميدَانهِ
والله لو أن السماء صحيفةٌ والمُزنَ يُمطرها على إبانِهِ
والدَّوحَ أقلام وقد كتب الورى مدحَ المُهيمن في جلالةِ شأنِهِ
لم يبلغوا ما يستحق وقصَّرُوا وزن الهباءة ضاع في ميزَانِهِ
لو تستجير الشمس فيه من الدجى لغدا الدجى والفجرُ من أَكفَانِهِ
أو شَاءَ منعَ البدر في أفلاكِهِ عن سيرهِ ما سار في حُسبانِهِ
حتى الحجارةُ فجرت من خوفهِ والصخرُ خرُّ له على أذقانِهِ
وتصدعت شم الجبال لبأسِه والطَلعُ خوفاً شق من عيدانِهِ
وتفتَحَ الزَّهرُ الندي بصُنعه يزهو مع التسبيح في بُستانِهِ
والحُوتُ قدسه بأجمل نغْمةِ لُغَة تبز الحُسنَ من سحبانه
حتى الضَفادعُ في الغَديِر ترنمَت بقَصَائِدِ التَقديس في غُدرَانِهِ
هذي النجوم عرَائِس في محفلٍ تُملي حديثَ الحب في سُلطانِهِ
يا مسرَحَ الأحباب ضيعت الهَوَى وضَللتَ يا ابنَ الطين عن عُنوَانِهِ
مَجنُونُ ليلى ما اهتدى لِرحابهِ مُتهتكاً عبثاً مع مجانه
أو ما تلا عنه الوثيقَةَ موثقاً فيها حديثُ الصدق من قُرآنِهِ
الشمسُ تسجدُ تحت عرشي إلهنَا والبَدرُ رمزُ الحسن في أكوَانِهِ
والهُدهُدُ احتَمَل الرِّسَالةَ غَاضِباً يدعُو إلى التوحيد من إيمانِهِ
غضَباً على بلقيسَ تعبُدُ شمسها فسعى لنسفِ المُلكِ من أركانِهِ
لولاه نوحٌ ما نجا يوم الرَّدَى في فُلكِهِ المشحونِ من طُوفانِهِ
لما دعاه يونس لباه في قاع البحار يضج في حيتانه
لمَا نجا ذُو النُّون وهو مغيب في البحر لا بل في حَشَى حِيتَانِهِ
من كتاب مقامات القرني ,
إليك إله الخلق أرفع رغبتي .... وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبي، وضاقت مذاهبي .... جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ .... بعفوكَ ربي كانَ عقودكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ .... تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة ً وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ .... فكيفَ وقد أغوى َ صفيَّكَ آدما
فيا ليت شعري هل أصير لجنة ٍ.... أهنا وأما للسعير فأندما
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمردٍ.... ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تنتقمْ مني فلستُ بآيسٍ .... ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ .... تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ .... على نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ.... وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكرُ أياماً مضت من شبابهِ .... وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة ِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ .....أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي..... كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّي غذيتني هديتني ..... وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي .... ويسترُ أوزاري وما قد تقدما
من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله .
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا!
والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
إبراهيم علي بديوي .
قصيدة أسماء الله الحسنى
محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله .
بــــدأت بـاســـم الإله الــواحـد الأزلــي ...ذا الفضــــل و الجود و الإحسان لـم يزل
ثــم الصــلاة علــــى محــمــد و علـــى ...آل الـنــبــــي ذو الإكــــــــرام و الــــنـــزل
لله أســمــــاؤه الحسنـــى فســـائـلــه ...بهــا بصدق يكــون الخيـــر فيــه جـلــي
نــظـــمــتــها قـــاصدا وجــه الإلـه بهــــا...مسهـــلا حفــظــها للسائليــن و لــــي
فــقـــلــت و الله أســأل الإعــانـــة فــي....ما قد قصدته و التوفيــــق في عملــــي
إنــي من الله أرجــو اليسر فــي عجل ...و أن ينجــيــــــني ربـــــي من الـوجــــل
و أنـــت رحـــماننــــا دنيـــــــا و آخــرة ...فارحم بـــفضلك ضعفـي أعطني أملـي
و يـــا رحيــــما بكل المؤمنيــــن أجب ...دعــــاء عبد ضعيــــف لج فــــي الــــزلل
يـــا مـــــالكا عبدك المضطر مبتهــــل...إليك مـــــا لـــي ســواك مبرئ عللـــي
قدوس طهر فـــؤادي كي أكون علــى...هـــدى و ذكرك ربـــي دائمــا شغلـــــي
و يـــــا سلام سلامـــــات تصـــاحبني...من كل ســوء و من عيب و من خطــــل
يــــا مــؤمنا أعطنــــي أمنا و عـــــافية...طـــول الحيــاة و يوم الــهول و الخجــــل
و يـــا مـهيمـن أمن جمعنـــــا أبـــــــدا...من المخــــاوف في التفصيــل و الجمـل
و يـــا عـزيـزا لك العز العظيـــم فــــجد...لـنــــا بـعــز إلــــى الآبــــاد مـتـصـــــــــل
جـبـار إنـي كـسيـــر أنـت تـجـبـرنـــي...و اكـسـر عـداتـي فـي الإبـكـار و الأصـل
إلــــــهـنـا مـتـكـبـر نـعـظـمـــــــــــــــه...فـــمـن تـكـبـر فـاردده إلــى الـسـفـــــل
يــا خالق الخلق هب لي خيرهم أبدا...و كـف عنـــي أذى ذي الــمكر و الحيــل
يــــا بـــارئا جـد بـــبرء منك في عجـل...و ألـبـس الجســم منه ســــابغ الحــلل
و يـــا مـصور حـبب لــي دعـــاك فمــا....إن يعتــري طلبـــي شيء من المـــــلل
غفــار فــاغفر ذنــــــوبا أنت تعلمــــها....قـد أوقعتنــــي في خسر و فـي خــــلل
قهـار فــــاقهـر عـدوا ظل يـــحقرنــــي....حتى يرى في الورى أدنى من الجعـــل
وهـــاب هب لي رزقا واســـعا غدقـــا.....و الــــعلم والفقه مقرونيــــن بالعمــــــل
رزاق إنــــي فـقـيـر انــت تـرزقــنـــــي.....فــــيسر الرزق و ابعثـــه علـــى عجــــل
فـتـاح أسألك الفتح المبيــــــن لكـــي....تــردي عداتـــي و إن كانوا على القـــلل
عليـــم جد لـــي بعلم منك يحملنـي....على التقى و احمني من عصبة الجدل
يــا قـابض اقبض عــدوا جاء يختلنـــي....و اضربــه بـــالضر و الإفــلاس و الخبـــــل
يـــا بـاسط الجود و النعماء تبسط لي.....رزقــي و أنفقــه فـي أحســن السبــــل
يــا خـافض اخفض عداة الذكر كلــهم.....و رافـضيــــن حديـــث أفـضــل الرســــــل
يـــا رافــع ارفع لنـــا ذكــرا و منزلــــــة....بـقفونـــا المصطفى في القول و العمـل
أنـت الــمعز فـمـن أعززتــه ارتفعــــت.....رايـــات نـصـر له فــي السهـل و الجبــل
أنـت الـــمذل فمن أذللتـــه انهزمــــت....أجـنـاده و هـــوى فــــي شـر مدخــــــل
و يـــا سـميـع الدعـــا أدعوك مبتهـــلا....و أنـت ربــــي مجـــيــب كـل مبتهـــــــل
و يــا بصيــر بحالـــي قد مضى بصري....هـب لي البصيرة كي أنجو من الخطــل
إنــي إلى الحكم الأعلى أحاكم مـــن.....بغــــى علــي و لم يصغــي إلى عـــذل
فـــــربنــا العدل من قد جاء يظلمنـــي....فـــخذه بــالـــقصم و الإتلاف و الـــــــعلل
ألطف بنا يـــا لطيف في الحياة و جــد....بــــحسن خــاتمة عند انقضـا الأجــــــل
و هـب لنــا يــــا خبير خبرة و حجــــى....بــه نسيـــــر بــجـد دون مـــا كســــــــل
و هب لـنــا يا حليم الحلم حيــن نـرى....مـن بعض إخواننـــا شيئـــا من اـــــلزلل
أنــت الـعظيم فـــعظـم أجرنــا كرمـــــا.....و جد عـلـينــــا بـــفـضـل غـير منتقــــــل
أنـت الــغفور فــهب لــي منك مغفـرة....لــكل ذنب و هب لـــي أعظم النحــــــل
و يــا شكـور اجعلنـــي شاكرا أبـــــــدا....لمـــا مننـــت به و أعطنــــي سؤلــــــي
و أعـل قـدري يــــا علـي عنـــــــدك ثــ...ــم عنـد كـل الــورى من سافل و علـي
و يـــا كبير اجعل الإكبار يصحبنـــــــــي....و أصغر الـــقرن و اجعلـــه من الـــــسفل
و يــــا حفيظا على الأشيــــاء أجمعها....بــارك جهودي و احفظني من الفشـــل
و يــا مقيــت فــيسر قوتنـــــــا أبـــــــدا....مـن الـــحــلال و نجنــــا مـن الــبخــــــل
أنـت الحسيب فحسبــي أن أنال رضا.....ك كنـــت فــي حزن أم كنت في جـــذل
و يــا جليـــل فـــأعــط حزبنـــا أبـــــــدا.....عـز الـــجلالــة و احفظنـــا من الوجـــــل
و يـــا كريم الـــعطايــا نحــن فــي ظمإ....فــأعطنـــا الــورد فـــي نهل و فــي علل
أنــت الرقيب فجد بالستر منك علــى.....ما كــان منـــي مـن ذنب و من خــــــلل
و يـــا مجيب الدعا أجب دعائـي و احــ.....ــفظنــــي بفضلك من ذل و من خجـــل
يـــا واســع الجود وسـع رزقنــا أبـــــدا....و امـنن علينــــا بخل نـــاصر و ولــــــــي
و يـــا حـكيـم فهب لي حكمة و هدى.....و امـنن بنصر مبيـــن شــــافيا غـللــــي
و يــا ودود فــهب لـــي الــود أجمعــــه.....حتــى أفــوز بـــــشـوق جـد مكتمـــــــل
و يـــا مـجيـــد فــمجدنا بذكـرك فـــــي......عـسـر و يـسـر بــــلا عـجـز و لا مـــــــلل
يــا باعـث ابعث لنا النصر المبين على.....محاربيـــن لـــدين الــحق فــي عجـــــل
أنـت الـــشهيد علـى قوم طغوا و بغوا.....و حاربـــوا دين خـير الـــخلق و الـــرسل
يــا حق أعــداء دين الـــحق قد غــدروا.....و حـــاربـوا نــشـره بالــمـكـر و الــــحيــل
و يــا وكـيـل عليـــك الـيوم معتمـــدي....فــكن نصـــيري و احفظنـي من الخطــل
و يـــا قـوي فـــــقو الــــيـوم زمرتنـــــــا....علـــى الــجهاد بـــجد دون مـا كســـــل
و يـــا متيـــن فـــمتن حزبنـــــا أبــــــدا.....و اجـــعله كالــــطود دوما شامخ القـــلل
و يـــا ولـي تـولنــــا بــــــنـصــرك و اجــ....ــعل من يحــاربنــــا يسيــر فـي الوحــل
و يـــا حـميـد فـوفقنا لــحمدك فـــــــي....عسر و يسر و فــي أمن و فــي وجـــــل
و أنــت محص لــمن عادى الهدى أبدا....فـــأوقعنـــهم بـمـــا كـادوه مـن دخـــــــل
يـــا مبدئ أعطنــا أمنــا و عــافيـــــــــة....إذا أقـمـنــا و فــي الأسـفــار و النقــــــل
و يــا معيـد أعد للـــدين صـولتـــــــــــه......كمـــا تـقـدم فــــــي أسـلافـنـــــــا الأول
و أنــت محيـي الرفـاة أحي أنفسنــــا....بــسنة المصطفى في القول و العمــــل
و يــا مميت اجعل التهليل يصحبنـــــــا....عنـد الممـــات لــكي ننجو من الخجــل
يـــا حـي أحـي فؤادي كي أكون على....نـهـج الــسلامـة في حلي و مرتحلـــي
يـــا رب إنــك قيــوم فــــلا أحـــــــــــــد....يـقـوم إلا بـمــا تـولـيـــه مــن نـحـــــــــل
يـــا واجـــد جــد لـنــــا طـرا بـمـعـرفــة....بهـا نحل الـذي استعصـى مـن العضـــل
يـــا مـاجـد هب لنـــا مـجـدا يميزنــــــا....عـن الألـــــى قد غدو من زمرة الهمــــل
يـــا واحد هب لنا التوحيد أجمعـــــــــه....و اجعلــه حليتنـــا ننجــوا من العطــــــل
و أنــت يـــا ربنـــــا إلهنــــــــــــــــا أحـد....لا يرتضــي الشـرك إلا كـل ذي خبـــــــل
يـــا فرد أنـت بخلــق الـخـلـق مـنـفـرد....فـــمن يـوحـدك يـبـلـغ غـايـة الأمـــــــــل
و أنـــت يــــا صمدا مـن يـقصـدنـك يفز....بـكـل خـيـر عـلـى الآمـال مـشـتـمــــــل
و أنــت يـا قـادر قـدر لنــا ظـفــــــــــــرا....علـى الذيـن بـغـوا مـن جـمـلـة الــــدول
و أنـــت مـقـتـدر بــــــالـحـلم مـتـصـف....فـــاغـفر لنـــا ذنبنـــا يـــا غـافر الــــــزلل
و يــا مـقـدم قــدم وفـدنـــــا أبـــــــــــدا....و اجـعـل عـلـى فـضـلـك المرجو متكلي
و يـــا مـؤخـر أخـر مــن يحــاربـنـــــــــا....و اجـعله يا سيـدي فـي زمرة السفــــل
يـــا أول اجعل مقامـــي أولا كرمــــــــا.....و حـبـك اجـعـلـه لي أحلى من العسـل
يـــا آخـر أخـرن أعــداءنـــا أبــــــــــــــدا.....و جــد عــلينــا بـــنصر جد مـكـتمــــــــل
يـــا ظـاهر أظهرن حـزب الرشاد على.....مـن جـاء يـخدعـــهم بالـخبث و الدخـــل
يـــا بـاطن فـــاجعلـــن باطنـي أبــــــدا.....خلــــوا من الــغم و الأضغـان و الدغـــــل
و أنــت والي الألى يستنصرون علــى.....أعدائـــــهم بــك فـــي الإبكــار و الأصـــل
يـــا ربنـــا المتعـــال فاحمنـــا أبــــــدا.....مــن كـل ذي إحن للــــرشد منتحــــــــل
و منـــك يـــا بر أرجــو البر يغمرنـــــــي.....حتـــى أجـئ غـدا فـــي أفضل الثللـــي
تـواب تـب و تقبــل و اكفـنـــا أبـــــــــدا.....أذى ذوي الـــشر مـن حاف و منتعـــــــل
و أنـت منتقـم رب انتقم لــــــــي مـن.....كـل الــعدا و ارمـــهم بالــذل و الـهبــــــل
و يـــا عفو اعف عـن ذنبـــي فـإنك ذو....فضـل عظيـم على المستعتب الوجــــل
و يـــا رؤوفــا بكل الـــمؤمنيــــــن أقـل...عـثـار عبـد ضـعيــف مسـرف خـجــــــــل
يـــا مالك الملك هب لي بغيتـي كرما....و كف عنــي أذى ذي الـبغي و الخطــــل
يـــا ذا الجلال و الإكرام اغفرن زللي....و كن معــي أبدا فــي الـــحادث الـــجلل
يا مقسط هب لنا القسطاس يصحبنا....إذا حـكـمـنـــــا بـــعـدل دون مــا خــــــلل
يـــا جامع النــاس فـاجمع شملنا أبدا.....علـــى الــهدى بــاتباع أفضــل الرســــل
و أغننـــا يـــا غني بـالــــغنى كرمـــــا.....و امنن بــرزق يـرى كـالــــوابل الهطـــــل
و أنــت مغني الورى و العبد في ظمإ.....فـــأسقـه عـللا مــن بـعـد مـــا نـهـــــــل
يـــا مانع امنع عبيــدا يحتمي بك من....ظلم الـــعداة و أهلكــــهم علــى عجـــل
يـــا ضــار إنـــــــي مـضـرور و مـفـتـقـر....إلـــــى رضــــاك فــــجد بـالسؤل و الأمل
و أنــت يـــا نــافع انفعنـــي بــــمعرفة....بهـــــا تزيننـــــي من وصمـــة العطـــــــل
و أنـــت نور و قلبـــي مظلم وهــــــــل....فـــــامنن بـــــنور و أمن مذهب و هلــي
و أنــت هـــاد فـــــجد لي بالهدى أبدا.....حتــــــى أسير بـــلا خـبـــط و لا وحـــــل
و يـــا بديــع السما و الأرض خذ بيدي....و سهل الـــسير لــي في أقوم السبــل
و أنـــت وحـــدك بــاق لا تزول و مــــن....سواك يلقى الفنى في السهل والجبل
يـــا وارث الأرض و الآفـــاق جد كرمـــا....بـــحسن خاتمــة عند انقضـــا أجلـــــي
و يـــا رشيـد بــنهج الــرشد تسلكني.....حتـــى أجـــيء غدا في أحسن الحــلل
و يـــا صبور فــــهب لــي الصبر أجمله....علـــى الـــنوائب في حلي و مرتحلـــي
و يـــا مغيـث الــورى لا أستغيث سوا....ك إن غوثـــك لـــي يغنـــي عن الـــخول
و يـــا قريــــب بنيل القرب منك فــجد....إنـــي بـــــبابك ما لــي عنه من حـــــول
إنـــي بأسمائــــك الحسنى دعوتك لا....يخيــب فيــــك الرجا يـــا واحدا أزلـــــــي
ثـم الــــصلاة و تسـليم يـصاحبـــــــــها....علـــى الــــذي جاءنـــــا بـــأفضل الـملل
محمد الـمصطفــــى و الآل كلـــــــــهم...مـــا أترب الـــعيس حاد سار بـــــــــالإبل
قلبي برحمتكَ اللهمَّ نو أنسِ ,,,, في السِّرِّ والجهرِ والإصباحِ والغلسِ
وما تقَّلبتُ من نومي وفي سنتي ,,,, إلا وذكركَ بين النَّفس والنَّفسِ
لقد مننتَ على قلبي بمعرفة ٍ ,,,, بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ
وقد أتيتُ ذنوباً أنت تعلمها ,,,, وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا ,,,, تجعل عليَّ إذا في الدِّين من لبسِ
وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي ,,,, ويوم حشري بما أنزلتَ في عبس
من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله .
بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا
دنياي غرتني وعفوك غرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا كا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا *** تدري له ولكنه إدراكا
أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا
يامنبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا
يامجري الأنهار : ماجريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواكا
ونسيت حبي واعنزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى *** يارب حلواً قبل أن أهواكا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى
أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاكا
أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا
يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا
مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا
مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواكا
مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاكا