الدقهلية .معني وتاريخ
قسم العرب بعد فتح مصر أرض الدلتا إلى قسمين هما : الحوف والريف وكان الحوف يشمل الأراضي الواقعة شرق فرع دمياط من عين شمس إلى دمياط وكان الريف عبارة عن بقية أراضى الدلتا إلى الإسكندرية. وجعل العرب مراكز الحوف 14 كورة والريف 31 كورة وكانت الكورة تعادل في مساحتها المركز في الوقت الحاضر. ثم عدل هذا التقسيم في القرن الثالث الهجري وصارت أراضى الدلتا أقسام هي الحوف الشرقي والحوف الغربي وبطن الريف ثم ألغى في عهد الفاطميين واستبدل به تقسيم آخر كانت فيه مصر مقسمة إلى 22 إقليماً منها 13 كورة (إقليم) بالوجه البحري ومنها: (المرتاحية- الشرقية – الدقهلية – الأبوانية). و المرتاحيه هو اسم أحد الأقاليم المصرية بالوجه البحري في العهد العربي وكان يقال له كورة المرتاحية، وكان إقليم المرتاحية واقعاً في المنطقة التى تشمل اليوم بلاد مركزي المنصورة وأجا وكان يجاوره من الناحية الشمالية إقليم الدقهلية الذي كان في تلك الوقت واقعاً في المنطقة التى تضم اليوم بلاد مراكز فارسكور ودكرنس ومنية النصر والمنزلة. ومن أهم قرى إقليم الدقهلية في ذلك الوقت “دقهلة” وهى من القرى القديمة وورد ذكرها في كتاب المماليك والمسالك لابن خردوازية باسم كورة دقهلة وإليها ينسب إقليم الدقهلية من وقت الفتح العربي لمصر وكانت مساكن قرية دقهلة القديمة واقعة شرق ترعة الشرقاوية ومكانها الآن يعرف باسم عزبة الكاشف وبسبب ما أصاب مساكنها من تقادم أنشأ سكانها قرية جديدة لهم باسم دقهلة أيضا تقع إلى الشمال الغربي من دقهلة القديمة وعلى بعد كيلو متر واحد منها. وأصبحت دقهلة قاعدة كورة الدقهلية من أول الفتح العربي واستمرت قاعدة لإقليم الدقهلية إلى إقليم المرتاحية وصار إقليماً واحداً باسم “أعمال الدقهلية والمرتاحية” وفى تلك السنة نقلت القاعدة من دقهلة إلى أشمون طناح ” أشمون الرمان” لتوسطها بين الإقليمين المذكورين. و فى اوائل الحكم العثماني اختصر اسم هذا الإقليم الذي يشمل الدقهلية والمرتاحية إلى اسم الدقهلية ونقلت القاعدة الى المنصورة عام 1527م. و كانت حدود هذا التقسيم الإداري الجديد بلدة السنبلاوين جنوباً الى قرب بلدة شربين شمالاً أما الأراضي الواقعة على ضفتي فرع دمياط فيما يلي هذا الإقليم فكانت تسمى ثغر دمياط أما أراضى الجزء الجنوبي من محافظة الدقهلية الحالية فكانت تسمى إقليم نوسا التى كانت قاعدة إقليم المرتاحية ويشمل الآن مركزي أجا وميت غمر. قاعدة مديرية الدقهلية : أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل ابى بكر بن أيوب من ملوك الدولة الأيوبية في سنة 616 هـ. ونقل ابن دقماق من كتاب الانتصار عن كتاب تقويم البلدان للمؤيد عماد الدين بأن المنصورة بناها الملك الكامل بن العادل قبالة جوجر عند مفترق النيل على دمياط واشموم، وبينهما جزيرة تسمى البشمور بناها في وجه العدو لما حاصر الفرنج دمياط، قال ابن دقماق: والصواب ان المنصورة قبالة بلدة تسمى طلخة وجوجر بعيده عنها ثم قال: وهى مدينة بها حمامات وأسواق وهى على ضفة النيل الشرقي. و ذكرها المقريزى في خططه فقال: إن هذه البلد على راس بحر اشموم (البحر الصغير الآن) تجاه ناحية طلخا، بناها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب في سنة 616 هـ عندما ملك الفرنج مدينة دمياط، فنزل في موضع هذه البلدة وخيم به ، وبنى قصراً لسكناه وأمر من معه من الأمراء والعساكر بالبناء فبنيت هناك عدة دور ونصبت الأسواق، وأدار عليها سوراً مما يلي البحر (فرع النيل الشرقي) وستره بالآلات الحربية والستائر، وسميت هذه المدينة المنصورة تفاؤلا لها بالنصر ولم يزل بها حتى استرجع مدينة دمياط ، ثم صارت مدينة كبيرة بها المساجد والفنادق والحمامات والأسواق كما ذكرنا. وكانت بلد أشمون طناح التى تعرف اليوم باسم اشمون الرمان بمركز دكرنس قاعدة لإقليم الدقهلية والمرتاحية ومقر ديوان الحكم فيه إلى آخر أيام دولة المماليك. و لما استولى العثمانيون على مصر رأوا بلدة أشمون الرمان فضلاً عن بعدها عن النيل الذي كان هو الطريق العام للمواصلات في ذاك الوقت قد اضمحلت وأصبحت لا تصلح لإقامة موظفي الحكومة، ولهذا اصدر سليمان الخادم والى مصر آمرا في سنة 933 هـ ، 1527 م بنقل ديوان الحكم من بلدة أشمون الرمان إلى مدينة المنصورة لتوسطها بين بلاد الإقليم وحسن موقعها على النيل وبذلك أصبحت المنصورة عاصمة إقليم الدقهلية ومقر دواوين الحكومة من تلك السنة إلى اليوم. و فى سنة 1871م انشئ قسم المنصورة ، وجعلت المنصورة قاعدة له ثم سمى مركز المنصورة من سنة 1881م ولاتساع دائرة المنصورة وكثرة أعمال الإدارة والضبط فيها أصدرت نظارة الداخلية في سنة 1890 قراراً بإنشاء مأمورية خاصة لبندر المنصورة ، وبذلك اصبح البندر منفصلاً عن مركز المنصورة بمأمورية قائمة بذاتها. و المنصورة اليوم من اشهر واكبر مدن الإقليم الجنوبي مشهورة بحسن موقعها على الشاطئ الشرقي لفرع النيل الشرقي فرع دمياط وبمركزها التجاري العظيم بالوجه البحري. الدقهلية فىالتاريخ بعد فتح مصر قسم العرب أرض الدلتا الى قسمين هما الحوف والريف وجعل العرب قطاعات الحوف 14 كورة وقطاعات الريف 31 كورة وكانت الكورة تعادل فى مساحتها المركز فى القرن الثالث الهجري وصارت أرضى الدلتا أقسام الحوف الشرقي والحوف الغربي وبطن الريف ثم ألغى هذا التقسيم فى عهد الفاطميين واستبدال به تقسيم أخر كانت فيه مصر مقسمة الى 22 كورة (إقليما) منها كورة بالوجه البحري وكان أهمها (المرتاحية- الشرقية – الدقهلية – الأبوانية ) 0 وكان إقليم الدقهلية يجاور إقليم المرتاحية من الناحية الشمالية وكان يضم المنطقة التى تضم اليوم مراكز فارسكور و دكرنس ومنية النصر والمنزلة بينما كان إقليم المرتاحية يضم المنطقة التى تشمل اليوم مركزي المنصورة و أجا ومن أهم قرى إقليم الدقهلية فى ذلك الوقت “دقهلة ” وهى من القرى القديمة التى ورد ذكرها فى كتاب المماليك والمسالك لابن خردوازية واليها ينسب إقليم الدقهلية من وقت الفتح العربي وحتى اليوم واستمرت قاعدة لإقليم الدقهلية حتى تم دمج إقليمى الدقهلية و المرتاحية فى إقليم واحد باسم ” أعمال الدقهلية و المرتاحية ” حيث نقلت القاعدة من دقهلة الى أشمون طناح ” اشمون الرمان ” وفى أوائل الحكم العثماني تم اختصار اسم الإقليم المزدوج الى اسم الدقهلية فقط ونقلت القاعدة الى المنصورة عام 1527 م لماذا العيد القومي 8 فبراير؟ بعد انتهاء الحملة الصليبية على مصر عام 1221 م واضطرار الفرنج الى طلب الصلح بدون قيد ولا شرط والرحيل عن دمياط والعودة الى بلادهم فى أواخر سبتمبر عام 1221 م ، عاود الصليبيون هجومهم على مصر عام 648 هــ 1250 م بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا وذلك من خلال الحملة الصليبية السابعة حيث تقدمت صفوف الصليبين فى الحملة واكتسحوا دمياط ، وأخذت الحملة تقترب من أسوار المنصورة ، وفى ظهر يوم الثلاثاء الموافق 8 فبراير 1250 م سجل التاريخ فصلا جديدا مليئا بالأمجاد لشعب المنصورة واشتهر فى التاريخ باسم (معركة المنصورة ) حيث امتنع أفراد الشعب عن التجول فى المدينة وأغلقوا الأبواب والنوافذ وبدت المدينة فى صمت رهيب ، ليطمئن الصليبيون ويدخل المونت (دارتوا) على رأس قواته فى خيلاء وثقة – وفجأة خرج شعب المنصورة عن بكرة أبيه الرجال والنساء والشيوخ والأطفال يهاجمون فى ضراوة قوات العدو وفلولها التى هربت الى الأزقة مستخدمين كل ما تطوله أيديهم من وسائل للدفاع عن النفس مثل الحجارة والطوب والأواني النحاسية ويلقون بها فوق أسطح المنازل ، كما انتزعوا الأبواب والشبابيك من بيوتهم وألقوا بها فى عرض الأزقة لعمل متاريس تحول دون هروب الأعداء وأجسادهم الممزقة وانطلقت صيحات النصر والتكبير لشعب المنصورة البطل ، واستمر شعب المنصورة ، وفر الملك لويس مع قواته شمالا حتى تم أسره بقرية ميت الخولى عبدالله يوم 6 أبريل سنة 1250 م واقتاده الأهالي ليتم أسره بدار القاضي فخر الدين بن لقمان بالمنصورة ، ولم يخرج منها الملك الأسير إلا ذليلا مقهورا بعد دفع فدية كبيرة من المال فى 7 مايو 1250 م
المنصورة (العاصمة ) لمحة تاريخية أنشاها الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر أيوب من ملوك الدولة الأيوبية فى العصور الوسطي فى عام 616 هـ 1219 م على ضفة النيل الشرقية عندما عسكر الملك الكامل الأيوبي بالبقعة التى شغلتها مدينة المنصورة بعد سقوط دمياط بيومين وأعد عدته للكفاح واتخذ من هذا المكان ،مركزا للدفاع عن مصر وسميت هذه البقعة بالمنصورة تفاؤلا لها بالنصر ، ولم يزل حتى استرجع مدينة دمياط وكم كانت فرح الملك الكامل عظيما حينما جلس بقصره فى تلك المدينة مع إخوته وأهله يستمع الى الموسيقى والغناء وكان الملك الكامل الأيوبي ابن أخ البطل صلاح الدين الأيوبي قد ظل فى الحكم عشرين عاما (1218-1238) الى أن توفى فى دمشق عام 1238 م بعد أن أسس مدينة المنصورة وانتصر الشعب المصري على الفرنج وقد ظهرت أول خريطة لمدينة المنصورة فى نهاية القرن التاسع عشر سنة1887 م بمقاس رسم 1: 2000 التى يتضح منها أن العمران كان مقصورا على ” الرقعة المحصورة ما بين نهر النيل شمالا ومنطقة المدافن القديمة “ (الساحة الشعبية حاليا ) وتقع مدينة المنصورة شرقي نهر النيل ( فرع دمياط ) وهو حدها الغربي وحدها الشرقي ترعة المنصورية ، كما أنها تقترب من ساحل البحر المتوسط الى مسافة 60 كيلو متر على خط طول 31, 32 شرقا وخط عرض 31.5 شمالا. |
اتجاه الصليبيين الى مصر
إن الذين أطلقوا على أنفسهم اسم الصليبيين اتضح لهم من انتصارات صلاح الدين الأيوبي عليهم في الشام في معركة حطبن عام 1187م واستعادته لبيت المقدس ومعظم المدن الصليبية ببلاد الشام أن مصر زعيمة الشرق ومورد الرجال والسلاح فإذا بدأوا بالاستيلاء عليها سهل عليهم الزحف على القدس وبلاد الشام بأجمعها .وخرجت حملة الصليبيين من عكا برئاسة جان دى بيرين الملقب بملك أورشليم وفى الثلاثين من شهر مايو 1218م وصلت طلائع تلك الحملة أمام دمياط وقد عرفت هذه الحملة بالحملة الصليبية الخامسة. الحروب الصليبية
لقد كانت الحروب التى أطلق عليها الحروب الصليبية عبارة عن حملات قامت بها أوربا في العصور الوسطى من القرن الحادي عشر إلى القرن السادس عشر الميلادي وظلت متواصلة زهاء قرنين من الزمان لاستعباد الشرق وكسر شوكته وامتصاص دم أبنائه.
وإن خلع الصفة الدينية على هذه الحروب ينطوي على مجافاة الواقع والحق ذلك لأنها لا تختلف عن أية حروب أخرى اعتاد الغرب أن يشنها على الشرق طمعاً في استعماره ولقد كان إطلاق الصليب على تلك الحروب نفاقاً وبهتاناً لأنها اتخذت من الدين شعاراً تخفى رجال السياسة وراء أهدافهم ولكي يظفر هؤلاء الساسة بتأييد البابوات ورجال الدين عمدوا إلى إثارة التعصب الديني التي كانت تتمشى مع عقلية أوربا في ذلك العصر الذي خيمت علية ظلمة الجهل والرجعية. المنصورة ولويس
أعلن لويس التاسع ملك فرنسا انه سيقود غزوة صليبية هائلة؛ لاستعادة شرف الصليبين الذي فقدوه في المنصورة وانه سيعرف كيف يحقق أهدافه كاملة في الاستيلاء على مصر هكذا زعم لويس المغرور …وتجمعت جيوش هذه الحملة في قبرص في ربيع سنة 1248 وعلى رأسها الملك القديس كما كانوا يسمونه ومعه زوجته (مرجريت) واخوته وبنو عمه وكثير من الأمراء الإقطاعيين الإنجليز والفرنسيين، أبحرت الحملة التي كان قوامها خمسين آلفا من المقاتلة متجهة إلى الشواطئ المصرية، وألقت مراسيها خارج دمياط كما فعلت الحملة السابقة
وكان الملك الصالح أيوب بدمشق حين وصلت الحملة إلى دمياط فلما علم بأخبارها عاد مسرعاً إلى مصر غير أن المنية عاجلته في طريق عودته، فأخفت زوجته “شجر الدر” خبر وفاته لحين عودة ابنه توران شاه من حصن (كيفا) ، وقادت هي حركة المقاومة، ووافقت على الخطة التي وضعها الظاهر (بيبرس البندقدراى) وبناء على هذه الخطه أخفى بيبرس القوات المصرية داخل المنصورة، أمر بمنع التجول وأن يلزم المنصوريون مساكنهم لا يخرجون منها إلا بإذن، كما أمر العساكر المصرية الأيوبية تظل في كمانتها حتى صدور الإشارة إليها. ثم دخل الصليبيون بقيادة “روبرت ونت ارتوا” المنصورة ظهر ذلك اليوم من الناحية الشرقية فوجدوا مدينة خالية من المقاومة، وظن رو برت أن عسكر المنصورة وأهلها قد هربوا منها، بعد ان سمعوا ما حل بمعسكر جديلة (قرية قريبه من المنصورة في طريق دمياط كان الصليبيون قد استولوا عليها قبل ذلك بأيام) وقويت آماله في النصر القريب.
وانتشر الفرسان الصليبيون بخيولهم في الشوارع والأزقة والحارات تمهيداً لذهاب روبرت بنفسه إلى القصر السلطاني في أقصى الناحية القريبة من المنصورة التسليم والاعتراف بالنصر الصليبي التام .غير أن روبرت كان مخدوعاً، إذ لم يكد يقترب من القصر السلطاني حتى صدرت أوامر القائد (بيبرس البندقدارى) بيده حركة تطويقية متفق عليها فأباد الجنود المصريون ورجال المقاومة، أعدادا ضخمة من الخيالة الصليبية المنتشرة في الشوارع والأزقة والحارات ، ثم أطبقوا على روبرت وفرقته عند باب القصر السلطاني من جميع الجهات وهرب روبرت كما هرب مئات من الصليبين أملا في النجاة.وهنا يتجلى الدور البطولى لأهل المنصورة الذين سهموا في إبادة الصليبين؛ إذ كانوا يستبسلون في قتالهم بكل ما تصل إليه أيديهم من أسلحة ونحوها، كما كانوا يطاردونهم أثناء هروبهم..
أما روبرت فقد لجأ إلى بيت قريب من القصر السلطاني، واعتصم به أملا في إيجاد وسيلة للفرار … لكن أهل المنصورة لم يلبثوا ان اقتحموا هذا البيت ، واخرجوا قائد الحملة (روبرت) قتيلاً.
وتذكر المراجع التاريخية ان قتلى الصليبين في معركة المنصورة هذه بلغ حوالي ألف قتيل، على حين أن مصادر أخري تذكر أن قتلاهم زادت على ألف وخمسمائة قتيل. ..
بدايةالنهاية..
وصل الملك توران شاه، وتسلم قيادة الجيش العربي، وبدأ أعماله الحربية بالاستيلاء على جميع المراكب الفرنسية التي تحمل المؤن للمعتدين، وبذلك وعرقل خطوط إمدادهم، فاضطرهم إلى التقهقر بعد ان نقدت ذخيرتهم وعتادهم الحربي، وطاردتهم قوات المقاومة الشعبية، واخذ الفدائيون العرب يغيرون على الجيش الصليبي أثناء انسحابه تجاه دمياط، ثم طوقوهم وسدوا عليهم طريق الانسحاب ودارت المعركة الفاصلة.بلغ قتلى الصليبين في هذه المعركة – كما يذكر المؤرخون – ثلاثين ألفا، غطت جثثهم وجه الأرض وكان هذا اليوم عظه وعبرة لكل معتد أثيم. عاقبةالباغي دارت المعركة الفاصلة عند ميت النصارى ( منية النصر) قرب شرمساح، وكانت تعرف هذه البلدة باسم منيه ابى عبد الله وبدأت طلائع النصر تقترب، وعندما ايقن لويس التاسع ملك فرنسا ان لا أمل في النصر، فقد رأى فلول جيشه تفر، واستحر فيهم القتل أمام عينيه، عرض على (الطواشي رشيد الدين) والأمير (فخر الدين القيمرى) التسلم، وطلب الأمان لنفسه ولمن بقى معه من خاصة عساكره وحاشيته ، فأجابه إلى الأمان الذي طلب.
ولكن بعض الفرنسيين أخذتهم العزة بالآثم، فلقوا ما يستحقونه من مصر مرير على أيدى الوطنيين.واستسلم لويس الحزين لنهايته الأليمة حيث أرسل أسير إلى دار (إبراهيم بن لقمان) قاضى المنصورة، وكاتب الإنشاء فبقى بها سجيناً في حراسة الطواشي “صبيح المعظمى” ينتظر ما يفعل به.وامتلأت الدور بالضباط الصليبين الأسرى، وبالقادة من الإنجليز ، والفرنسيين، وأنشئ معكسر خارج المدينة لينزل به من بقى من جيش لويس من الأسرى والجرحى.لقد اشترط أبناء الدقهلية المنصورون تسليم دمياط، ، وجلاء الحملة الغادرة عن الإقليم قبل إطلاق سراح الملك الأسير أو غيره من كبار الأسرى، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك ولكبار ضباطه، ولم يكن أمام لويس إلا الإذعان لمشيئة المنتصر، فافتدى نفسه وبقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات وقد تغنى الشعراء بهذا النصر المبين ، فهذا جمال الدين بن مطروح الوزير الشاعر يقول: قل للفرنسيس إذا جئتهم مقال صدق من قئـول فصيحقد ساقط الحين الى أدهم ضاق به عن ناظريك الفسيح
وكل أصحابك أودعتهم بحسن تدبيرك بطن الضريح
خمسون ألفا لا يرى منهم إلا قتيل أو أسير جريح
فقل هلم ان اضمروا عودة لأخذ ثأر أو لقصد صحيح
دار ابن لقمان على عهدها والقيد باق والطواشي صبيح
لقد اسر أبناء الدقهلية لويس التاسع في دار ابن لقمان، وتركوه مقيداً في حراسة أحد العبيد، فالعرف العسكري يقضى بأن القواد والملوك عندما يؤسرون لا يقيدون بل يتركون في حراسة ضباط عظام، لقد كان لويس الحزين أسيرا في دار ابن لقمان مقيداً لا يحرسه إلا أحد العبيد مبالغة في إذلاله، والنيل من كبريائه وشعر لويس نفسه بمرارة هذا المصير فلقد ولدت الملكة مولوداً جديداً أثناء المعركة رأى نور الحياة، ونجم أبيه موشك على الأفول لقد سمى لويس وليده ” تربستان” ومعنى هذه التسمية وليد الأحزان. ومنذ ذلك الوقت يطلق المؤرخون أحيانا على لويس التاسع اسم الملك الحزين. الدقهلية وحرب فلسطين
لقد كانت حرب فلسطين سنة 1948 معركة الوطن العربي كله ، استهدف فيها الاستعمار و الصهيونية كيان هذا الوطن ، ولقد كان للدقهلية في حرب فلسطين شرف التضحية بعدد من أبنائها الأبطال الذين استشهدوا في ميدان الجهاد ، نكتفى – في هذا العرض السريع – بذكر أسماء الذين نالهم شرف الاستشهاد من الضباط وهم قائد ( الكومندوز ) القائد الشهيد احمد عبد العزيز : طنامل. رائد طيب : (( الشهيد حسين محمود الحلواني :منية النصر . نقيب: “محمود حلمي عبد العظيم : ميت غمر. نقيب : “عز الدين صادق الموجي : مركز أجا. م اول : “إبراهيم إبراهيم الموجي : مركز أجا. م اول : “عباس احمد الشربينى : دكرنس . كذلك كان من بين الجرحى في هذه المعركة ، السادة الضباط الآتية أسماؤهم بعد ، وهم: لواء : رزق الله قلادة : ميت ناجى . عقيد : محمد عيسى شحاته: السنبلاوين .عميد : أميل فرج مقار : المنصورة عقيد: توفيق عبد الجواد : بساط كريم الدين . مقدم: عبد الحميد محمد : المنصورة . مقدم: : على محمد الشيخ : دويدة مقدم : إبراهيم إبراهيم حمدي : المنصورة . مقدم : محفوظ إبراهيم شلبى: المنصورة . مقدم: يحيى محمد حسن :مركز المنصورة. عميد : عبد الرحمن شحاته عنان: دموه السباخ. من اجل هذه الدماء الذكية الطاهرة التي روت ارض المعركة في فلسطين العربية، مازالت المعركة مستمرة، وستظل حتى تثأر لشهدائنا علينا فيه علم النصر إن شاء الله المناطق السياحية
مصيف جمصة:أحد المصايف المتميزة على مستوى الجمهورية ويعتبر مصيف جمصة السياحي من أروع مصايف الجمهورية حيث يمتاز بمياهه الصافية وانخفاض نسبة الرطوبة ورماله الناعمة وارتفاع نسبة اليود ويقع في شمال الدقهلية بامتداد 7.5 ك على ساحل البحر المتوسط ومتوسط العرض يصل إلى 3 ك وهواقرب المصايف إلى مدينة القاهرة. ويتميز المصيف بمبانيه ذات التراث المعماري الرفيع وهى مزوده بكافة ما يحتاجه المصطاف من أثاث وأدوات بحر. كما يتميز جو المصيف بالهدوء والراحة وقد تم تخطيط منطقة جديدة على امتداد 5 ك تضم 4 آلاف قطعة غرب المصيف ليصبح الامتداد المستمد حالياً 7.5 ك تقريباً. بحيرة المنزلة:تتميز بحيرة المنزلة بانتشار مجموعة من الجزر أهمها جزيرة ابن سلام وتضم ضريح الصحابي الجليل عبد الله ابن سلام حيث يفد إليها أعداد كبيرة من الزائرين كما تتميز ا لبحيرة بغناها بالثروة السمكية والطيور المهاجرة إليها من مختلف الأنواع ويتم الآن دراسة استغلالها سياحياً.جزيرة الورد: وهى عبارة عن جزيرة على نهر النيل في مواجهة مدينة المنصورة تبلغ مساحتها حوالي 30 فدان عبارة عن حدائق ومسطحات خضراء وأصبحت منطقة جذب سياحي هام بمدينة المنصورة على المستوى المحلى والعالمي. وقد تم إنشاء نادى اجتماعي بالإضافة إلى حديقة أطفال كما تضم ملاعب الكرة الطائرة وكرة السلة والتنس بالإضافة إلى مركز للعلاج الطبيعي.كما تضم الجزيرة حديقة شجر الدر على مساحة 16 فدان بها ملاعب للأطفال وكافتيريا وتماثيل لأعلام المحافظة. وتضم منطقة جزيرة الورد أيضا نادى الحوار الرياضي والاجتماعي الذي يقام على مساحة قدرها 2.5 فدان ويضم أنشطة رياضية متنوعة تشمل العاب الكاراتيه والجمباز وكرة اليد وملعب متعدد الأغراض وملعب تنس وملحق بهما صالة لخلع الملابس بالإضافة إلى الأنشطة الاجتماعية وحمام للسباحة وصالة للمناسبات .. و قد وضع النادي توسعات للمستقبل تشمل إنشاء مكتبة للأطفال وزيادة مساحات الملاعب بالإضافة إلى الأنشطة الرياضة المائية وعلى رأسها التجديف. نادى جامعة المنصورة:يقام على مساحة قدرها 4 أفدنه بتكلفة تقديرية قدرها 5.5 مليون جنيه ويشمل قاعة مؤتمرات وملاعب إسكواش ونادى صحي ومنى إداري ومخازن وملاعب تنس وحديثة أطفال ومطعم. حديقة الأطفال بالمنصورة: تقع في شارع الجيش على مساحة خمسة آلاف متر مربع مزوده بلعب للأطفال وكشك للموسيقى ومظلات وتغطيها أحواض الزهور كما أنها مزودة بمكتبة للطفل وتعتبر متنفساً لأهالي مدينة المنصورة وإضافة جديدة لمساحة الرقعة الخضراء بالمدينة هذا بالإضافة إلى:
حديقة الطلائع على مساحة 2000 م2 بشارع الجيش وحديقة الخالدين على مساحة 3600 م2 وتقع في مدخل مدينة المنصورة وحديقة الأسرة على مساحة 500 م2 بشارع الجيش.
حديقة الحيوان: وتقع بحي توريل بالمنصورة وتمتد على مساحة خضراء مقسمة 12257 م2 عبارة عن مسطحات بين أحواض للزهور وأقفاص وبيوت للحيوانات والطيور بمختلف أنواعها وقد تم تطويرها وتزويدها بمجموعات إضافية من الحيوانات بالتبادل مع حديقة حيوان الجيزة. شاطئ النيل: تطل مدينة المنصورة على نهر النيل تم استغلال هذا الشاطئ بعمل مجموعة كبيرة من الحدائق والكازينوهات للتمتع بمنظر النيل وممارسة رياضة التجديف وصيد الأسماك. تمثال أم كلثوم الجديد: أقيم بميدان 6 أكتوبر بالمنصورة على قاعدة داخل رقعة دائرية مزروعة بمسطح اخضر.. مقدم هدية للمحافظة من وزارة الثقافة وقام بتنفيذه المثال المصري / طارق الكومى وهو مصنوع من مادة الفيبر جلاس ويعد التمثال تحفة فنية رائعة وإضافة حضارية لمدينة المنصورة وتكريم وتخليد لسيدة الغناء العربي أم كلثوم. دار ابن لقمان:تقع بجوار المسجد الموافي وسط مدينة المنصور وقد آخذت شهرتها بعد أن سجن فيها لويس التاسع ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية على مصر (1249 – 1250 م ) لمدة شهر حيث فدته زوجته وأطلق سراحه في 7 مايو 1250م . وقد أنشئ بالدار متحف تاريخي يحوى الكثير من اللوحات والمعلومات والصور التي توضح دور الشعب المصري في تحطيم قوات الصليبين بجانب بعض الملابس والأسلحة التي استخدمت في المعركة. القرى السياحية
قرية الزهور : أقيمت على مساحة قدرها 64 آلف متر مربع وتضم 320 وحدة سكانية وسوق تجارى كبير .
قرية عثماثون :وتضم 230 وحمامات سباحة و سينما ومسرح يسع 500 فرد.
قرية جزيرة الورد : وتتبع بنك الدقهلية التجاري على مساحة 56 آلف متر مربع وتضم 340 وحدة ومركز تجارى وحمام سباحة وقاعة اجتماعات.
المناطق الاثريهتوجد بمحافظة الدقهلية مناطق أثرية عديدة تمثل حضارة طويلة من تاريخ مصر في مختلف العصور وقد جرت أعمال التنقيب والبحث عن الآثار بتلك المناطق.
فتوجد منطقة أثرية تبعد 8 كم شمال غرب مدينة السنبلاوين وتجمع بين منطقتين أثريتين متجاورتين هما: تل الربع وتل تمى الامديد وكان الأول يقع في الجهة الشمالية من الفرع المنديسى من فروع النيل والثاني من الجنوب منه.
تل الربع: هو أطلال مدينة منديس (كانت تمسى في العصور الوسطى تل المندر) وتسمى في أيام الفراعنة (وت) وكانت عاصمة لإقليم 16 من أقاليم الوجه البحري.
وقد عثر في هذا النيل على أحجار معابد من أيام رمسيس الثاني وابنه منقاع كما عثر أيضا على أسماء ملوك من الاسرات 21 ، 22 ، 26.واهم ما فيها الآن اثر ضخم من قطعة واحدة من حجر الجرانيت أبعاده على جبانة أكباش المقدسة التي كانت تبعد هناك في الركن الشمالي الغربي من سور المدينة.تل تمى الأمديد: سمى باليونانية (ثمويس) ويسمى أيضا تل ابن سلام وقد عثر فيه على آثار من عهود مختلفة لأن المدينة لعبت دوراً هاماً في جميع عصور التاريخ وبخاصة في العصر المتأخر هي وجارتها (منديس) التي كان منها ملوك الأسرة 21.تل البلامون:وهو يقع في الشمال الغربي من شربين ويبعد عنها حوالي 8 كم وأمام قرية أبو جلال ، ومساحة هذا التل 158 فدان ويحيط به ارض خضراء حقول ، هذه المنطقة هي المقاطعة رقم 17 من مقاطعات وجه بحري في ذلك الوقت (عهد الرمامسه).وكانت أيضا العاصمة وتسمى بالهيروغليفية (يا ابو – ان – امن) أي جزيرة المعبود آمون كما عبد أيضاً في هذه المنطقة المعبود (سا – ام – بحوت).وتم العثور على عدد من الحفائر والآثار في هذه المنطقة منها قناعان من الذهب الخالص، ونشرت هذه الحفائر في حوليات مصلحة الآثار باللغة الإنجليزية، وتقع هذه المقاطعة (17) تحت أنقاض قرية تل البلامون وحلت عبارة آمون في العصور التاريخية محل عبارة حورس الإله المحلى.تل بله: ويقع بالقرب من مدينة دكرنس وهو من أهم التلال الأثرية حيث له طابع خاص وهو مكان المدينة القديمة التي أطلق عليها دبلله. ثم حرفت إلى تباله وتبله وهى تقع على الترعة القديمة المساه (اتوينس) ولها شهرة في الزمن اليوناني والروماني هذا وقد أستخرج من هذا التل قطع أثرية هامة محفوظة حالياً في المتحف المصري.تل المقدام:يقع في كفر المقدام التي تبعد 10 كم عن مدينة ميت غمر ولهذا التل أهمية كبيرة إذ تبلغ مساحته حوالي 120 فدان حيث يسمى في العصر اليوناني الروماني هيلوبولس هذا وتظهر به حالياً بعض بقايا من التماثيل والأحجار المنقوشة بكتابات هيروغليفية كما اكتشفت فيه بعض الأواني الفخارية والمسارج.أهم المزارات الدينية
مسجد الموافي:من اشهر المساجد بمدينة المنصورة أسسه الملك الصالح (نجم الدين أيوب عام 583 هـ – 1998م ) وكان مسجداً صغيراً إلى أن نزل به الشيخ عبد الله الموافي فنسب إليه واصبح معهداً دينياً تنعقد فيه المحاضرات الدينية والحلقات الدراسية بمعرفة كبار العلماء بالدلتا.مسجد ومئذنة الغمرى الأثرية بميت غمر:ويرجع تاريخ هذه المئذنة إلى العصر المملوكي وهى ذات طراز فريد في نوعها حيث لا يوجد له مثيل في الدلتا وهى تشبه في طرازها مئذنة زاوية الهنود بالجامع الأزهر في القاهرة والتي ترجع إلى نفس العصر أما المسجد نفسه فقد زالت معالمه ويعاد الآن بناء المسجد من جديد.مسجد محمد بن أبى بكر الصديق:يقع بميت دمسيس مركز أجا حيث تعانق مئذنة المسجد مع برج كنيسة مارجرجس في تآخى وتحاب وهو مسجد محمد بن أبى بكر الصديق صاحب الرسول عليه الصلاة والسلام والخليفة الأول للمسلمين وقد اكتشف قبره عام 1950 وهو يزار ويقام له مولد كل عام.
زاوية الأمير حماد:وتقع هذه الزاوية بجوار المسجد الغمرى ويرجع تاريخها إلى العصر المملوكي.
ضريح حسن طوبار:وكان شيخاً بمدينة المنزلة وزعيماً قاوم الغزو الفرنسي وانتصر عليه في عدة مواقع أهمها موقعه الجمالية وقد أقيم له متحف في المنزلة يضم كثيراً من أثاره وصور كفاحه.
كنيسة القديس مارجرجس:تقع بميت دمسيس مركز أجا وهى تتكون من مبنيين أحدهما يرجع إلى اكثر من 1600 عام والآخر الحديث إلى 120 عام .دير القديسة دميانة:يقع في قرية دميانة مركز بلقاس ويعتبر مزارا هاماً للمسيحيين وتضم الدير خمس كنائس منها كنيسة أثرية على الطراز القوطى اكتشفت في أواخر عام 1947 ودير للراهبات وبيتاً للخلوة والتكريس، كما يضم مقبرة للأساقفة.ويحتفل بمولد القديسة دميانة في الفترة من 8 إلى 22 مايو من كل عام حيث يؤمه ما يقرب من مائة آلف زائ