[rtl]كل يوم نسمع أن الغرب "الكافر" يقدم الخيال العلمي علي المحك و علي ارض الواقع , و التي كانت في يوم من الأيام ترهات و خزعبلات و خرافات في قصص طقوسية بدائية , و أصبحت حقيقة واقع مادي و واقع حضاري , و ذلك من خلال العلم الذي استطاع العقل البشري توظيفه في الاكتشاف و في الاختراع و في الإبداع , و صارت هناك هواتف نقالة و كاميرات و حواسيب و ربوتات و طائرات و سيارات و باخرات و مطارات و مستشفيات و انترنات و مخابرعلمية و غزو فضائي - و أضف إلي قائمة الحداثة ما يحلو لك - و كلا لن تؤمن حتى تري , وكلا لن تؤمن حتي تسمع , و كلا لن تؤمن حتى تعرف أنها حقيقة العلم و حقيقة الإنسان المبدع الذي تحرر من القبلية و من العشائرية و من البداوة التي مازالت تتأثر بالخطاب الخزعبلاتي [/rtl]
[rtl]وكل ما قدمه العالم و كل ما قدمه العلماء و كل ما قدمه الناس هو نتاج العلم و فقط , و نتاج جهد جهيد من البحث في العلوم الإنسانية والعلمية , و لعل هؤلاء المكتشفون و هؤلاء المخترعون الغربيون إلي حد ما اخطئوا التقدير إذا ما شاءت الصدف و سمعوا محاضرات الدكتور "زغلول النجار" , لأنهم سيكتشفون أن كل اكتشافاتهم كانت في كتاب المسلمين و في أحاديث رسولهم "يعني تعبوا من غير لزوم" , و ستدمع أعينهم و"ستتزغلل" قلوبهم و سيدخلون مع قومهم إلي الإسلام أفوجا أفواجا و سيعيش الجميع في سعادة و سرور ثم يذهبون إلي الجنة [/rtl]
[rtl]و هل صدق المتنبي عندما قال [/rtl]
[rtl]ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم [/rtl]
[rtl] الدكتور "زغلول النجار" عبقري الإعجاز العلمي القرآني بناءا علي العلوم الحديثة التي من المفروض أن يوظفها في الاختراع و الإبداع , لا أن يوظف تلك العلوم الحديثة في إثبات صحة نص رباني كما حصل مع معجزة انشقاق القمر , و "يا سبحان الله علي المعجزة" التي برهنها الدكتور "زغلول النجار" بصور مأخوذة بأقمار صناعية أمريكية و مع العلم أن هناك تفاسير أخري لآية "اقتربت الساعة و انشق القمر" , فهناك من يفسر الآية علي أنها علامة من علامات قروب الساعة , و كي لا ندخل في متاهات التفاسير و متاهات الحادثة و متاهات الفقه المعقد و المتشابك و الغير متفق عليه , و لكن منطق عقلي مادام السيد "زغلول النجار" عبقري في الإعجاز القرآني وسبق من سبقوه من الأئمة العظام و من المفسرين الذي لا احد يستطيع التشكيك في علمهم و في اطلاعهم أمثال "الشافعي" و "الرازي" وغيرهم , كان الأجدر من السيد "زغلول النجار" أن يعكس المعادلة و أن يستنبط لنا العلوم من القران , و ليقل لنا ما هي النظريات العلمية و الاكتشافات التي اكتشفها من خلال دراسته للقران , ومادام السيد "زغلول النجار" عبقري في الإعجاز العلمي القرآني فليخترع لنا من القران علي الأقل حبة "أسبرين" توقف وجع رأس المسلم الذي أنهكه الاستبداد و الاستعمار و البؤس [/rtl]
[rtl]ولا يوجد أي مسلم سيكفر بالإعجاز القرآني إلا إذا كان مكابرا , و حتما سيكفره الكثير من الكهنة و من المشعوذين و من المتكلمين باسم الله , و لذلك لقد تحول الإعجاز إلي مادة دسمة و إلي بحث عن آية لتوافق اكتشاف علمي جديد , و تحول الإعجاز إلي مادة تجارية إيمانية على حساب العلم و علي حساب الدين ذاته , و يتم من خلال ذلك تسويق الخطاب الصحوي الدعوي الذي يخدر العقول لأنه مبني علي الغيبيات و علي الموراءيات , و ذلك الخطاب إياه هو الذي يقتل فكرة الإبداع , و سيتحول الباحث أو المكتشف إلي أسير و إلي سجين يبحث فقط كيف سيتطابق اكتشافه مع أفكاره العقائدية التي من الممكن أن تكون مغلوطة الفهم أو مغلوطة التفسير أو حتى مغلوطة علمية مؤكدة , وهذا ما حصل مع "جاليليو جاليلي؛" عندما أعلن أن الأرض كوكب صغير يدور حول الشمس مع غيره من الكواكب , و حكمت عليه الكنيسة الكاثوليكية بالإعدام لأنه كفر بالمعتقد المسيحي الذي يؤمن أن الأرض مركز الكون، وأن الشمس وغيرها من الكواكب تدور حولها, وهكذا اغتالت الكنيسة عالم فلك و عالم من طراز مفقود , و هكذا اغتالت الكنيسة اكتشاف علمي جديد ناقض فقط المبدأ الإيماني المسيحي , و هذا ليس مصبا لإسقاط مساوئ حكم الكنيسة علي الحكم الإسلامي , و لكن هذا هو منطق الربط بين البحث العلمي و الفكر العقائدي , و لا يمكن أن نزيل هذا المنطق علي أي عقيدة , و أحسن مثال إشكالية الربي و الفوائد البنكية الحاصلة في الإسلام , و المضحك و المحزن أن بعض الجهلة استغلوا أزمة الرهان العقاري التي حصلت في 2008 لتسويق فكرة الربي "حرام" إذن الأزمة العالمية هي عقاب "الكفر" , و أراد هؤلاء الموترون أن يثبتوا تجربة بنكية فاشلة علي أنها إعجاز قراني , و نفس الشيء حصل مع ظهور انفنوزا الخنازير ومع أحداث مشابهة. [/rtl]
[rtl] يجب التفريق بين المنهج العلمي و بين الغرض من الدين لدى معتنقيه , لان أي إنسان مهما كانت عقيدته فهو حتما يؤمن انه "ذاهب إلي الجنة" و أن عقيدته هي دين "الحق" و دين "التوحيد" و مع هذا لا يوجد أي اختراع أو أي اكتشاف يمكن تصنيفه ضمن بحث عقائدي , و كل الاكتشافات و كل الاختراعات و كل الإبداعات هي نتاج البحث في العلوم و"بس" , و ليس لنا أي حاجة لربط تلك الاكتشافات بأي عقيدة و لو كان ذلك الربط ذو قيمة لكان للغرب كلام كثير عن اكتشافاتهم و عن اختراعاتهم و لا قالوا أن المسيحية ذكرت و أقرت و أن المسيحية هي من صنعت و هي من طورت ... [/rtl]
[rtl]إذن نحن نحتاج الملموس , نحن نحتاج اختراع , نحن نحتاج اكتشاف مادي بعيدا عن أي إيديولوجيا عقائدية , و أبدا لا نحتاج لهذا الخطاب "ألتعجيزي" وليس "الاعجازي" لأنه يخاطب40 مليون من شعب مصر لا يحسنون القراءة و الكتابة و كيف و الدكتور "زغلول النجار" يتكلم عن الذرة و عن الخلية و عن القمر و عن الفضاء الخارجي و عن 50 مليار سنة ضوئية , و ربما السيد "زغلول النجار" يعتقد أن هذا ما سيزيد سكان القبور إيمانا و عقيدة , و كان عليه أن لا يقلق أبدا علي هؤلاء "المقبورين" لأنهم مؤمنون إلي ابعد حد , فهم لا يملكون سوي العقيدة و سوي الدعاء و سوي الصلاة , و لا ربما لا يملكون حتى تلفاز أو كهرباء كي يشاهدوا الدكتور"زغلول النجار" و هو يثبت انشقاق القمر بصور أقمار صناعية أمريكية , و علي هذا علينا ان نرفع شعار "أعطونا اختراعات , أعطونا اكتشافات , أعطونا إبداعات , و سنمجدكم و سنقدسكم و سنؤلهكم و سنعبدكم كما تعبد الإلهة"
[/rtl]