قال الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ:
(اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ، أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ).
قال الشيخُ عبدُ الرَّحمٰن بن محمَّد بن قاسم رَحِمَهُ اللهُ:
"أي: الْحَنِيفِيَّةُ طَرِيقَةُ وَشَرِيعَةُ الْخَلِيلِ إِبْرَاهِيم وَجَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، هِيَ مَا قَرَّرَهَا بِهِ الْمُصَنَّفُ: (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّين)؛ فَهٰذِهِ هِيَ حَقِيقَةُ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ: عِبَادَةُ اللَّهِ بِالإِخْلاصِ.
وَالإِخْلاصُ: حُبُّ اللَّهِ، وَإِرَادَةُ وَجْهِهِ.
وَعِبَادَةُ اللَّهِ بِالإِخْلاصِ، وَتَرْكُ مَا سِوَاهُ هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَىٰ:
{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (النحل: 123)، وفي قَولِه: {إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (النحل: 120).
وَالْحَنِيفُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَنَفِ، وَهُوَ الْمَيْلُ، فَالْحَنِيفُ:
- الْمَائِلُ عَنِ الشِّرْكِ قَصْدًا إِلَى التَّوْحِيدِ، وَالْحَنِيفُ:
- الْمُسْتَقِيمُ الْمُسْتَمْسِكُ بِالإِسْلامِ.
- الْمُقْبِلُ عَلَى اللَّهِ.
- الْمُعْرِضُ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ.
- وَكُلُّ مَنْ كَانَ عَلَىٰ دِينِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ" اﻫ من "حاشية ثلاثة الأصول" ص30 و31.